الاستعمار : هو السيطرة التي تمارسها دولة من الدول أو جماعة من الناس على شعب من الشعوب والتحكم بمصيره وأستغلال خيراته لصالح البلد المستعمر .
ولكن إلا يعد تحكم بعض الأفراد أو المنظمات أو الأحزاب أو الحكومات داخل حدود دولة ما بمصير أبناء تلك الدولة أستعمارا أيضا ؟؟
ليكن هذا التعريف هو المنطلق لما سيأتي .. بعيدا عن المكابرة والتقيد يمكننا القول وبكل أريحية وثقة بأن علامات الضعف العربي الممزوج بالخوف قد باتت علاماته ظاهرة وجلية وترى بالعين المجردة بالنسبة للأوساط السياسية الدولية ومنذ فترات زمنية بعيدة ، وعندما ذكرت تلك المؤشرات وسلطت الضوء عليها وذلك عقب أعلان دونالد ترامب “رئيس الولايات المتحدة ” الجائر بأن مدينة القدس قد أصبحت عاصمة للكيان الصهيوني وتوسعت بسرد تلك النقاط ضمن مقال تحت عنوان ” من يتحمل مسؤولية ضياع القدس .. بتاريخ 11ديمسبر الماضي ” ،
قوبلت هذه الفكرة بالنكران الشديد و أتهمت زورا وبهتانا بأثباط مسار المظاهرات الشعبية وتمييع تحركات الشارع العربي وبناء حواجز أسمنتية ضخمة دعائمها كلماتي ؟؟
تسد الطريق أمام المظاهرات العربية الماضية نحو تحرير فلسطين !! وبالأمس ، قالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إن رد الفعل في العالم العربي على إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل لم يتعد حتى اليوم إبداء الحزن والاستسلام بدلا من الغضب والتهديد ، ففي الوقت الذي ضعفت فيه القاهرة وبغداد ودمشق، وهي المراكز الرئيسية للقوة العربية ،
بدأت الرياض تحل محلها، لكن الحاكم الفعلي هناك هو ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي نادرا ما يذكر القضية الفلسطينية في خطاباته العامة ولا يعتبر أن لها أولوية أكثر من مواجهة إيران ومتابعة سياسة الإصلاح الداخلي .
وبالطبع تصمت تلك الأقلام المأجورة التي هاجمتني بعد قراءة مقال الصحيفة الأمريكية ( فالصحف الأمريكية وبحسب منطق بعض الأكاديميين العرب محال لها أن تنحاز عن الحق ولو قيد أنملة ) !!
كما ينبغي الأشارة هنا ، بأن تلك الأقلام (العربية ) والأصوات الحادة اللهجة التي حاصرتني عقب ذاك المقال قد أنتباه الجمود وأصيبت بالشلل التام بعد إلقاء القبض علي من قبل السلطات النرويجية وبأيعاذ من السفارة ( الأسرائيلية ) في اوسلو بتهمة كتابة قصيدة أرهابية ( أنتقاما للشهيدة ) في شهر فبراير عام 2016 !!
وبعيدا عن المكابرة مرة أخرى ، لا يعدو الأمر (الذي سلطت عليه الضوء ضمن المقال المذكورة حول الضعف العربي) سبق صحفي أو أكتشاف علمي يتوج بتوقيعي ؛ فمن ينكر الضعف العربي ومازال يتغنى بأمجاد أمة الرمال المندثرة فهو أشد عدواة ومكرا من أعداء أمتنا مجتمعين ( فهو فيروس داخلي عصي على العلاج ) ، ولكن يبقى السؤال المحوري ..
كيف يمكننا تثقيف الجمهور العربي ، وهل صحيح بأن الجماهير العربية العريضة قد أستصاغت تجرع هزائمها المتلاحقة دون الشعور بالأختناق ومهما بلغ حجم تلك الأنكسارات ( كقضية مدينة القدس ) ؟؟
وضمن ذات السياق ، وأن تناولنا قضية الشعوب العربية الضعيفة وبكل شفافية وقمنا بأسقاط عيوبها وأرهاصاتها على النسيج البشري الأوسع فسوف ينبثق أمامنا السؤال التالي …
هل شعوب العالم مجرد أدوات بسيطة تستخدمها الطغمة الحاكمة لتسيير مصالحها الشخصية ، وليست الشعوب العرببة فقط هي الوقود المستهلك ضمن خزان عربات تلك القوى المسيطرة ؟؟ تشكل قضية أرتهان شعوب العالم لأنظمتها الحاكمة (مهما بلغ فساد تلك الطبقات) الثقب الأسود والحلقة المفقودة في علاقة تلك الشعوب بتلك الطبقة المسيطرة ،
كما تشكل حالات الصمت المطبق إزاء مايجري ضمن حدود تلك الدول من ظلم بائن تجاه أفرادها أو مايلاقيه شعوب دول أخرى من حكومات تلك الدول وردات الفعل الشعبية المؤيدة لسفك دماء بعض الأبرياء تفضح عن نوايا شيطانية شعبية مبيتة لايهمها قتل بعض مئات الألاف من شعوب العالم في حال توصلت حكومات تلك الدول إلى ضرورة القيام بذلك ؟؟
وعلى سبيل المثال ، تصر الولايات المتحدة حتى الأن على أن القنبلتين الذريتين اللتين القتهما على مدينتي هيروشيما وناغاساكي اليابانيتين كانتا ضروريتين من أجل وضع حد للحرب العالمية الثانية ، ولكن وجهة النظر هذه تتجاهل تقريبا الثمن الهائل الذي دفعه اليابانيون في الارواح !!
ومما لا شك فيه ، أن وجهة النظر هذه تعتبر مناسبة بالنسبة للأمريكيين ، ولكنها وجهة نظر جرت صياغتها بعد الحرب من قبل زعماء أمريكا لتبرير ما فعلوه – وما فعلوه كان بأي معيار من المعايير فظيعا ومروعا ومخيفا ؟؟
وبمعنى أخر ، تم قولبت أفكار الشعب الأمريكي الرافض لأستخدام الأسلحة المدمرة وتم أمتصاص غضبه عقب التنفيذ من خلال بضع كلمات صادرة عن البيت الأبيض وأنتهى الأمر !!
ووسط هذه البيئة الشعبية العالمية المتردية تجاه مايجري على سطح هذا الكوكب البائس تظهر بين الفينة والأخرى دراسات بحثية تتحدث عن أسعد شعوب العالم والأكثر رقيا ، وأخرى عن أتعس شعوب العالم وأكثرها جهلا ،
وقبل البدء بفحوى المقال والذي أستهلكت مقدمته معظم سطوره فلنتطرق سريعا لجماليات الشعب الفرنسي العريق !!
ففرنسا الجميلة ورغم رومانسيتها تتربع على عرش أكثر الشعوب وقاحة ، فالفرنسيون متعجرفون وطباعهم فظة بشكل عام ، فإن كنت في فرنسا يوماً ما وحاولت التواصل مع فرنسي سواء في الشارع أو في المحال التجارية أو في مطعم بلغة إنكليزية فلا تستغرب ردة فعله الوقحة ( مع العلم بأنك سائح ومن البديهي أن تتحدث باللغة الأكثر شيوعا ) ،
بالإضافة إلى ذلك يعاني الشعب الفرنسي من عقدة الفوقية ، بالنسبة إليهم شعوب العالم بشكل عام والسياح بشكل خاص أدنى مرتبة منهم . المهوس جنسيا يقود البلدوزر الأمريكي ؟؟
تتوالى عرض فصول الفضائح المدوية المتعلقة بأخلاقيات الرئيس الأمريكي ” ترامب ” وذلك على مسرح التشكيك بقواه العقلية ، بينما يظل الشعب الأمريكي في حل تام من ضرورة محاسبة رئيسه المتهم بالتخابر مع العدو ( روسيا ) بالأضافة إلى بعض تهم جنسية أخرى ؟؟
فقد اهتمت صحيفة ميديابارت الفرتسية الإلكترونية قبل عدة أسابيع ، بأتهام عشرين امرأة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأنه تحرش بهن، وطالبن بدفعه ثمن تلك الأعمال ، وقالت الصحيفة إن العديد من هؤلاء النساء لا ترين في الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة سوى “مفترس في القمة” يرمز لــ”ثقافة الاغتصاب ” !!
كما تناولت بالأمس صحيفة ذي أوبزيرفر البريطانية شأن الرئيس الأميركي دونالد ترمب وما يدور حول صحته العقلية ومدى ملائمته للاستمرار في كرسي الحكم ؟؟
ونشرت الصحيفة مقالا للأستاذة بكلية الطب في جامعة ييل بولاية كونكتيكت الأميركية قالت فيه إنها أحد أعضاء فريق مكون من الأطباء والخبراء المهتمين يتألف من 27 طبيبا نفسيا وعدد من خبراء الصحة النفسية، وإن أعضاء الفريق وضعوا قبل ثمانية أشهر تقييما لمخاوفهم المتعلقة بالصحة العقلية لترمب في كتاب .
وقالت الخبيرة إن ترمب في منصب الرئاسة يشكل خطرا ، وأوضحت أن العنف في الماضي يعتبر أكبر مؤشر على العنف في المستقبل، وإن ترمب سبق أن أظهر عنفا لفظيا وأن تفاخر بالاعتداءات الجنسية ، وأن حرّض على العنف في البلدان الأخرى، بما في ذلك التخويف المستمر لأمة معادية باستخدام الأسلحة النووية .
وأضافت الخبيرة الطبية النفسية أن هذا الكتاب سرعان ما أصبح الأكثر مبيعا لدرجة أنه نفد من المكتبات في غضون أيام !!
كما أوضحت الكاتبة إيفان أوسنوس في مقال لها بصحيفة نيويوركر عن سياسات ترمب، وتحدثت عن تركيزه المرضي على نفسه، وعن جهله وقابليته المدهشة للإطراء، الأمر الذي أدى إلى إضعاف موقف الولايات المتحدة في آسيا بشكل عميق، بل مهد الطريق أمام بروز الرئيس الصيني شي جين بينغ على الساحة الدولية.
وتستشهد أوسنوس بملاحظة مركز الأبحاث الصيني بأن إدارة ترمب عبارة عن مجموعة من “الزمر” العدائية التي تعتبر أقواها ما يتمثل في “عائلة ترمب” نفسها .
ولا يهمنا نحن العرب مجمل التشخيص الطبي والأخلاقي للرئيس ترامب ، فجميع الرؤساء الأمريكيين لايكنون بالمودة والمحبة للشعوب العربية المسلمة ، ولكن الذي يهمنا في سياق هذا المقال بأن الشعب الأمريكي حاله كحال الشعوب العربية ؟؟
فقد توصل الشعب الأمريكي إلى حقيقة ناصعة البياض تتلخص بعدم أمكانية قيادة ترامب للولايات المتحدة ولكن يظل الركون عنوان جميع المراحل .
ومما سبق ، نستنتج بأن سمة شعوب العالم منذ عدة عصور هي الأنصياع المطلق لرغبات الطبقات الحاكمة المتسلطة مبررة لنفسها عدم الولوج إلى مرحلة يتم من خلالها تحكيم منطق السلم والتعايش بين سكان العالم على حساب المصالح الضيقة لبعض الأفراد متذرعين بأسباب ترقيعية تفضي إلى جواز قتل وتعذيب بعض الشعوب تزامنا مع وجود هيئات الأمم المتحدة الموكلة بمحاسبة المخطئين بحق الدول الأخرى أوالمقصرين بواجبهم تجاه شعوبهم ؟؟
حيث في مجلس الأمن على سبيل التوضيح ، نلامس المعنى الحقيقي للفكر النفعي البحث المتمثل بقيادة خمس دول لجميع دول العالم ..
أنها ليست غابة ، بل هي أكثر ظلمة .
وكما يتبجح قادة الدول العربية بضرورة تفردهم بالسلطة قياسا لدورهم المحوري بتمثيل تطلعات الشعوب العربية المتعلقة بتحرير الأراضي المغتصبة والنهوض بجسد الأمة المصاب بعشرات الأمراض ومئات الطعنات ، وبما يتناقض كليا مع كتلة تحركات تلك الأنظمة العربية الفاسدة المتوازية مع أجندات الدول المعادية للكيان العربي والتي ترغب بأبقاء الشعوب العربية ضمن دوائر الجوع والجهل ، بالأضافة إلى التقرير المتعددة حول نمو العلاقة بين معظم الأنظمة العربية والكيان الصهيوني ، مما يكشف لنا بواطن الأيدلوجية التي يعتنقها القادة العرب ضد شعوبهم .
وأنطلافا من عمق تلك المعادلة العامودية بين رأس الهرم وقاعه في الوطن العربي ، يحق لترامب أيضا التحرش العلني بالنساء والتباهي بأمراضه النفسية وأستحالة النقاش معه حول أهليته لقيادة الولايات المتحدة !!
وكتب ترمب على تويتر يوم السبت “في الواقع أكبر نعمتين في حياتي: رجاحة العقل وشدة الذكاء”.
وأضاف “من رجل أعمال ناجح جدا أصبحت نجما تلفزيونيا لامعا، ثم رئيسا للولايات المتحدة (من محاولتي الأولى) ، أعتقد أن هذا يؤهل المرء ليس أن يكون ذكيا بل يصبح عبقريا.. عبقريا راجح العقل جدا” .
عزيزي القارىء ، تختلف المسميات ولكن النتيجة واحدة ، فجميع شعوب العالم يقطنون حظائر الدول المكتظة بالعبيد ولكن يختلف الديكور والتعاطي مع الساكنين بين الحظائر الغربية والعربية ؟؟
وما دامت مرحلة الأملاءات وفرض الحلول من قبل الدول الغربية على دولنا ومن قبل الدول الغربية على شعوبها فمن المستحيل فك عقدة المواقف لمواجهة النظام العالمي والمحلي بشكل كامل !!
فمن الحماقة أن نطالب مثلا بإيجاد حكومة مركزية تقود دول العالم وتتألف هيئتها من مختلف الجنسيات البشرية ، ولكن أضعف الإيمان بأن ننسف قواعد اللعبة الكبرى ونعيد صياغة الدستور الأممي الذي يتيح لبعض الدول نهب وقتل الشعوب وتحت مظلة القانون المزدوج .
وأن تم لنا كشعوب متفكرة وواعية الوصول إلى تلك المحطة الأنسانية فسوف نستبدل اليوم الحديث عن ظهور ملامح قرب الحرب العالمية الثالثة للحديث عن كيفية زيادة المساحات الخضراء على سطح الكوكب المختنق لنعالج مشكلة الأحتباس الحراري والتي تنذر بالقضاء على سكان العالم .
ولمن غاب عنه فهم ما سبق ؟؟
فليبحث في فضاء الأنترنيت عن عائلة روتشليد اليهودية والتي تملك هيمنة قصوى على مختلف دول العالم وسياساتها وقراراتها بالأضافة إلى ضخامة أرصدتها المالية والتي تساوي 75% من ثروات سكان الأرض !! فكيف لعائلة أن تحكم العالم ؟؟